1- كيف تنظرون لفكرة عقد أول مؤتمر دولي خاص بفكر وتصور الأستاذ عبد السلام ياسين؟
ج- يبدو لي أن قرب اكتمال نظرية المنهاج النبوي يستحق حدثاً دالاًّ من حجم
مؤتمر دولي للتعرف على منظومة الرجل المعرفية والعلمية، لفتاً لانتباه
الباحثين المهتمين بالفكر الإسلامي، المعاصر المنظِّر المجدِّد، إلى أهمية
التنقيب في ثنايا خطاب الأستاذ، مكتشِفِ ركائز المنهاج النبوي في خطوطه
الكبرى ومفاصله الحيوية، للوقوف على سرّ قوة خطابه. وإن من دلالات افتتاح
باكورة هذا التعرّف بموضوع مركزية القرآن الكريم في هذه النظرية، أن رحى
فكر الأستاذ لا تنفك تدور على قطب كتاب الله تعالى، دورة تأصُّل واجتهاد
وبحث واستكشاف متواصل لأسباب التمكُّن من صياغة رسالة الإيمان القرآنية في
قالب زمان تحديات عولمة ما بعد الحداثة. وعليه، فإن منظومة الأستاذ
الفكرية أكبر من الزاوية الضيقة التي يجهد بعضُهم نفسه متعمداً لحشرها
فيها، إيهاماً خادعاً بقصر همة الرجل عن سعة علم القرآن ورحابته، وإيحاءً
ماكراً بانشغاله عنه بالسياسة والتصوف وما في مدارهما.
2- ما هي أهم الخلاصات التي توصلتم إليها في بحثكم حول "لغة القرآن في نظرية المنهاج النبوي"؟
ج- نذكّركم بدايةً أن خطاب الأستاذ عبد السلام ياسين يحفل ويزخر بالحديث
عن «لغة القرآن»؛ فلا يخلو مؤلف من مؤلفاته التي ناهزت الأربعين كتاباً من
التنويه أولاً بالصنع الإلهي الذي أدغم اللغة العربية في القرآن إدغاماً
جعل منها جزء ماهية الوحي والدين، ومن التذكير ثانياً بمناط تأهيلها لتكون
وعاء كلام الله ورسالتِه، ومن التنبيه ثالثاً على كفاءاتها المتجددة
المفتوحة على أفق الريادة الحضارية.
لقد توصلنا في بحثنا هذا إلى خلاصات أربع: أولاً، يعتبر منظّرُنا أن لغةَ
القرآن قاعدةُ صرح مطالب التغيير المنشود في عصرنا وقمتُه. ثانياً، مناط
شرف اللغة العربية عنده هو الاصطفاء الإلهي الذي جعلها لسان خطابه
للعالمين، فهي بذلك جزء ماهية الوحي والدين. وثالثاً، ولاء اللغة العربية
هو حصراً للقرآن، وليس للقومية العروبية التي تزعم للعروبة فضل صُنع
عبقرية هذه اللغة. وأخيراً، للغة القرآن عند أستاذنا ثلاث وظائف معاصرة:
منازلة الهيمنة الثقافية الأجنبية، وتوطين العلوم واستنقاذها، وتوحيد
الشعوب المسلمة.
3- ماذا تتوقعون لمستقبل هذا المؤتمر ولنظرية الأستاذ ياسين عموماً؟
ج- لا يشكل بحث "لغة القرآن في نظرية المنهاج النبوي" إلا جزءً يسيراً من
بحث أشمل راودني منذ مدة في موضوع "الخصائص الأدبية لخطاب الأستاذ عبد
السلام ياسين". والحال أن زوايا هذا الخطاب وأبعاده، ما زالت بكراً، بل
تبوح معظم الكتابات الصحفية أو الدراسات العجلى لبعض المهتمين ببُعدهم عن
إدراك شأوه، ونأيهم عن الإحاطة بفلسفته العامة. هكذا يغدو استمرار تنظيم
مثل هذه المؤتمرات وتطويرها ملحّاً من باب: ما لا يتم الواجب إلا به فهو
واجب.
السبت يونيو 13, 2015 5:59 pm
