مشهد تأبين الرياضـة المغربية........!!!
....وفجأة قرر رئيسنـا المفدى المعصوم عن الأخطاء والزلات التنحي عن الرئـاسة . رئاسة لم يحصد معها المتتبع الرياضي المغربي وعلى مدى سنين خلت سوى الأنكسارات والعثرات , رئاسة جعلت المغرب يدخل لكتاب غينيس للأرقام القياسية عبر النـافذة فكيف لا وهو الرئيس الفيديرالي الوحيد والأوحد المنظر لنظرية المدربين الأربع...وهو المؤسس لعلم التدربين عن بعد بواسطة الريموت كنترول كمـا حصل مع المنقد القـادم من الشـرق في شخص إريك غيريتس عندما كـان يدير المنتخب من قـارة أخـرى..إلى درجـة أنه كذب المقولة الخالدة التي تقول بأن 'الحب من النظرة الأولى' فقد وقع في شراك حب غيريتس حتى قبل مجيئه من السعودية فوقعنا معه عقدا مبدئيا وهو لا يزال مع الهلال ....فرئيسنـا هو مخترع لمقـاربة تقديس الأجانب إلى درجـة أن رواتبهم تبقي طي الكتمـان والتعتيم وكأنهـا سر من أسرار المملكة الإستراتيجية وحتى بعد فسخ العقد ...رئيسنا هو ذالك الشخص الذي زف لنـا نبأ أقالـة غيريتس بوجه بشوش وبكل أفتخار ونخوة وكأنه أنجـاز تاريخي ومكسب للجـامعة بدل الأعتذار وتقديم للأستقالة الجمـاعية لأن هذا الخطأ كلف جيوب المـغاربة ملايير السنتيمـات حري بهـا أن تسد رمق كثير من العائلات المغربية التي تعاني من الفقر والهشاشة والتي تشرب بشكل يومي من كأس الذل والخيبة والظلم والفقر .وهل لسخرية القدر أم لحقارة البشر أن يعيش الأجانب فوق ترابنـا حيـاة الملوك وعلية القوم دون أن تسقط من جباهم ولو نقطة عرق واحدة ... ؟؟؟
رئيسنـا هو ذالك الشخص الذي يتفنن في تقديم الحبوب والمسكنات لشعب طوال فترته الرئاسية المنقضـية إلى درجـة باتث النكسات أنتصارات في عيوننـا فسقف المطالب والأماني والمتمنيات بات يدنو شيئا فشيئـا . فنفرح بهستيريا لصغائر الأمـور ونبتسم حمدا وشكرا لكبائر المصائب . فالشعب أدمن والمصائب باتث أهون !! والجمـاهير في غرفة الأنعـاش في صراعهـا الأخير والحاسم بين الحياة والموت . إنتحـار جمـاعي فكريـا وثقافيـا . فباتث تهتم بالشكليـات والهوامش والمظـاهر وتغظ الطرف عن اللب والجوهـر فشوهت الرسـالة التي من أجلها وجدت الجمـاهيـر . فتـارة نسمع عن أرواح زهقت ودماء سفكت قدمت قرابين لنيل رضى ألهة التعصب والأنتمـاء ....متى يأتي شخص يحطم لنـا رؤوس هذه الألهة العبثية المستوحـاة من لب أفكـار النفوس المريضـة التي باث يعج بهـا مجتمعنـا المغربي و متى يأتي المنقد المنتظر الذي قد ينسينـا ولو قليلا ليالي العذاب والنحيب والبكـاء على الأطلال المتراكمة التي قضيناها في كنف هؤلاء الرعاع الهمج.... لا يبدو الأمـر قريب الحدوث ولاسيما ونحن نسمع خبر فلان وعلان يقدمون ملفات ترشيحهم لخلافة الرئيس السـابق في منظر محبوك أشبه بأحد مشـاهد مسرحيات الشاعر والكاتب الإنجليزي الكبير ويليام شكسبير..غير أن هذا الأخيـر غايته هادفـة وراقية بينمـا الأخرين أهذافهم دنيئة ومنحطـة وقدرة للغايـة .يكفيك المرور السريع على أسمـاءهم لتكتشف أننا مقبلين على سنوات أخرى من القحط والجفاف ...
هل المملكة باتث تعـاني من شح في الكفاءات والرجـال لكي ننتظر أشخـاص يمزجون بين عدة إختصاصات ويجهلون حتى أبجديات التسيير الريـاضي العصـري . فالجامعة الملكية لكرة القدم ليست مكانـا لطلب الغنى والنفود والسلطة والتعرض لأضواء الكاميرات وعدسات التصوير أو مسـاحة أعلانية لكي تتصدر فيها صوركم الفوتوغرافية الشخصية الأنيقة رغم ذمامتها أغلفة المجالات وصدور صفحات الجرائد...فهذا الزمن قد ولى من غير رجعـة . هذا زمن أحترام أصحاب الأختصاص وإعادة الأعتبار للكفاءات الخاملة أو المرحلة للخارج
الوعي الفكري أساس تقدم الحضـارات والشعوب والمجتمعات عبر الزمن ومن له شك في ذلك يتوجب له أن يعود إلى إستقراء أوراق التاريخ المثناترة والمتأكلة من فرط تجرعها لمرارة معاينة واقع لا يمث بالماضي شيئــا.يمكن لنـا هنـا إستخلاص دروس وعبر ومواعظ فالتاريخ لا يمثل الرجعية والظلامية كمـا يحاول البعض أن يسوقه على هذه الشاكلة الظالمة والحاقدة.من خلال التاريخ إستطاعت أمم أن تدرك أخطاءهـا وتتداركهـا بكل سهولة ممكنة ومن خلال التاريخ أيضـا يمكن لنـا أن نجعله مشكاة تنير لنـا الطريق وتزيح لنـا بعض الحشرات الضـارة التي تقلق بالنــا.
تحياتي لكم
الجمعة مايو 24, 2024 1:54 pm
