(البطولة - عادل الداودي) المغرب بلد العجائب والتناقضات، ففي الوداد البيضاوي مثلاً تعيش "الدفونية" (التسيير اللا عقلاني) منذ سنوات طويلة على حساب العقول النيّرة، فقد جدّد منخرطو الفريق ثقتهم في الرئيس عبد الإله أكرم بنسبة ساحقة، بعدما كان مهدداً في أكثر من مناسبة بـ"الإقالة" بمطالبة من الجماهير الحمراء.
لا أُخفيكم أنني فهمت وأدركت كيف هي شخصية السيد "أكراموفيتش"، الذي تعاقد مع العديد من المدربين منذ توليه رئاسة القلعة الحمراء، خلال المؤتمر الصحافي الذي تم خلاله تقديم بادو الزاكي كمدرب للفريق بعد جولات فقط من بداية الموسم الماضي، ولم أحتج إلا لدقائق معدودة حتى أتعرف عليه جيداً.
أحترم هذا الشخص كثيراً كما أحترم أي مسؤول في هذا البلد، وأرفع له القبعة على ما حقّقه طوال حياته وأتمنى له المزيد، لكن لماذا التحدي على شكل دعابات كما يفعل بقية المسؤولين الذين يتحدثون مثلاً أمام البرلمان وكأننا لن نعيش من دونهم؟ فالوداد قادر على الاستمرار بأكرم وبدون أكرم، وهذا هو الواقع.
ما أثار الاستغراب في داخلي عندما قال أكرم أنه سيتنحى عن منصبه فور وجود بديل له، فكيف سيحدث ذلك وهو متمسك بالكرسي كما لو كان له منذ ولادته؟ ثم كيف له أن يقول أنه لن يغادر القلعة الحمراء لأن من يُطالبون بذلك هم من الأقلية، وأن ستة ملايين ودادي معظمهم في جانبه ويريدون استمراره؟
إذاً يا سيدي إن كان عدد محبّي الوداد في المغرب بهذا العدد، كيف لا يكون هناك شخص واحد منهم قادراً على إدارة شؤون الفريق أفضل منك؟ هذا غير معقول وغير مقبول. لنكن واقعيين واحترافيين، فاللعبة أكبر بكثير من التمسك بإدارة واحد من الأندية العملاقة في المغرب والهدف أسمى من ذلك بكثير.
والآن، لم يعد لدى الوداديين أي شك في النوايا، فاللعبة أصبحت مكشوفة للجميع، خصوصاً بعد الاستقالات المتتالية التي شهدها المكتب المسيّر للوداد البيضاوي في الأسابيع الماضية، فإن غادر الكل وبقي أكرم فهذا يدلّ على أن النوايا تسعى لتحويل الوداد إلى نادٍ في ملكية "الشيخ المغربي" ليفعل به ما يُريد ! http://www.elbotola.com/article/2013-08-02-00-20-900.html [/b]
الجمعة مايو 24, 2024 1:54 pm
